jeudi 20 février 2014

اين المفر

اين المفر ؟؟؟؟


للشيخ سعيد عبد العظيم حفظه الله تعالى

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد ،،،


فأين المفر من الموت وسكرته والقبر وضمته والصراط وحدته ،
أين المفر من أيام ولحظات ولت وأدبرت انتهت لذتها وبقيت حسرتها وتبعتها
أين المفر من ذنوب عملناها , وحقوق نسيناها ,وفرائض أضعناها ,
أين المفر ؟
فالموت في رقابكم والنار بين أيديكم فتوقعوا قضاء الله في كل يوم وليلة لقد فضح الموت الدنيا فلم يترك لذي عقل فرحا
، فلا تغرنكم الحياة الدنيا فإنها دار بالبلاء محفوفة ، وبالفناء معروفه وبالغدر موصوفة ،
وكل ما فيها إلى زوال وهى بين أهلها دول وسجال لا تدوم أهوالها ، ولن يسلم من شرها نزالها ،
بينما أهلها منها في رخاء وسرور إذا هم منها في بلاء وغرور أحوال مختلفة ،
وأنتم فيها على سبيل من قد مضى ، كانوا أطول منكم أعماراً ، واشد منكم بطشاً ،
واعمر دياراً وابعد أثاراً ،فأصبحت أموالهم هامدة ، وأجسادهم باليه ، وديارهم خالية ،
و أثارهم عافيه ، فاستبدلوا بالقصور المشيدة ، الصخور والأحجار في القبور ، فاصبحوا بعد الحياة أمواتاً
وبعد نضارة العيش ، رفاتاً فجع بهم الأحباب ، وسكنوا التراب وارتحلوا
فليس لهم إياب وهيهات هيهات كلا إنها كلمة هو قائلها
{ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }


وكأن قد صرتم إلى ما صاروا إليه من البلى ، والوحدة في دار المثوى ، وارتهنتم في ذلك المضجع ،
وضمكم ذلك المستودع ، فكيف بكم لو قد تناهت الأمور ، وبعثرت القبور ، وحصل ما في الصدور ،
ووقفتم للتحصيل ، بين يدي الملك الجليل ، فطارت القلوب لإشفاقها من سالف الذنوب ،
وهتكت عنكم الحجب والأستار ، وظهرت منكم العيوب والأسرار هنا لك
{ َ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ }


أين المفر فان الله لم يخلقكم عبثا ولم يدع شيئا من أمركم سدي ،
وإن لكم معاداً فخاب وخسر من خرج من رحمة الله وحرم الجنة التي عرضها السموات والأرض
واشترى قليلا بكثير وفانياً بباق ، وخوفاً بأمن ألا ترون أنكم في أسلاب الهالكين وسيخلفها من بعدكم الباقون ،
كذلك حتى تردوا إلى خير الوارثين , في كل يوم وليلة تشيعون غادياً ورائحاً إلى الله عز وجل ،
قد مضى نحبه ، وانقضى أجله ، ثم تضعونه في صدع من الأرض غير ممهد ولا موسد ،
قد خلع الأسباب ، وفارق الأحباب ، وسكن التراب ،
وواجه الحساب مرتهناً بعمله ، فقيراً إلى ما قدم ، غنياً عما ترك .

أين المفر، أراحل أنت أم مقيم وإذا كنت مرتحلاً ، فإلى أين أإلى جنه أم إلى نار,
فالحياة بغير الله سراب لا تدرى بماذا ينادى عليك غداً ,
أيقال : يا عبد الله سعدت سعادة لا شقاء بعدها أبداً , أم يقال شقيت شقاء لا سعادة بعده أبداً ،
فأنصف من نفسك فرحالك تشد وأنفاسك تعد , والعارية ترد ,
والتراب من بعد ذلك ينتظر الخد و على أثر من سلف يمشى من خلف وما عقبى الباقي غير اللحاق
بالماضي ، وما ثم إلى أجل مكتوب وأمل مكذوبً

(كُلُّ نَفْسٍ ذائقة الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ
وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ )



[إن أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مؤونة ، وأكثرهم لك معونة ، إن نسيت ذكروك ،
وإن ذكرت أعانوك قوالين بحق الله , قوامين بأمر الله ، فأنزل الدنيا كمنزل نزلت به ،
وارتحلت منه , أو كمال أصبته في منامك فاستيقظت وليس معك منه شئ ,
واحفظ الله تعالى ما استرعاك من دينه وحكمته .
وقل لنفسك :
أنا ذلك العبد المذنب المسيئ أمرتني فلم أأتمر , وزجرتني فلم أنزجر ، هذا عبدك بين يديك ولا أعتذر .

أين المفر ، والعبد مسئول عن لفظه ، ويحصى عليه ذلك كله ، أحصاه الله ونسوه ،
ويوضع ذلك في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً ,
فإذا تكلمت فاذكر سمع الله إليك ، وإذا هممت فاذكر علمه بك ، وإذا نظرت فاذكر نظره إليك ، وإذا تفكرت فاذكر اطلاعه عليك فانه يقول"
{ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }


تطوى الصحف وترفع الأعمال وسهام الليل لا تخطئ ودعوة المظلوم ترفع دون الغمام ،
ويقول الله وعزتي وجلالى لأجيبنك ولو بعد حين ،
وضمة القبر تنسى ليلة العرس وعند الله تجتمع الخصوم

. أين المفر من يوم عظيم قال عنه سبحانه
{ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ
تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَاد ]




[فاعمل عمل رجل لا ينجيه إلا عمله وتوكل توكل رجل لا يصيبه إلا ما كتب له ,
وأحذر ما كان يحذره الأفاضل "
{ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ }
واعلم أنك موقوف بك بين يدي الله , و مسئول عن شبابك فيما أفنيته , وعمرك فيها أمضيته ,
ومالك من أين أخذته وفيما أنفقته ، ومن نوقش الحساب عذب , فأعد للسؤال جواباً ,
وإن كنت ممن خرب آخرته وعمر دنياه ، فراجع نفسك ، وأحسن ما بينك وبين ربك ,
يحسن لك ما بينك وبين الخلق , و لمصانعه وجه واحد أيسر من مصانعه الوجوه كلها



أين المفر وأنت تسئل في قبرك عن ربك ودينك وماذا تقول في الرجل الذي بعث فيك ,
فإن كنت مؤمناً أجبت بلسان فصيح :
ربى الله وديني الإسلام والرجل الذي بعث فينا هو محمد صلى الله عليه وسلم آمنت به وصدقت ,
ما تحتاج لملقن

وإن كان العبد فاجراً قال : هاه هاه سمعت الناس يقولون شيئا فقلت ،
فيقال له لا دريت ولا تليت ويضرب بمرزبة لو سمعها الثقلان لصعقوا ،
فحياتك و لحظاتك وأنفاسك ، يجب أن تكون إجابة على هذه الأسئلة الثلاثة ،
واصدق فالصدق منجاة ، قبور خرقت الأكفان ومزقت الأبدان مصت الدم وأكلت اللحم ،
ترى ما صنعت بهم الديدان محت الوجوه وكسرت الفقار و أبانت الأشلاء , ومزقت الأعضاء ,
ترى أليس الليل والنهار عليهم سواء أليس هم في مد لهمة ظلماء
كم من ناعم وناعمة أصبحت وجوههم بالية وأجسادهم عن أعناقهم نائية ,
قد سالت الحدق على الوجنات وامتلأت الأفواه دماً وصديداً ،
ثم لم يلبثوا والله إلا يسيراً حتى عادت العظام رميماً , وتخيل نفسك أثناء المرور على الصراط ,
وهو دحض مذلة ، ولا بد لك من نور ، ومن الخلائق من يمر عليه بسرعة البرق أو الريح ،
ومنهم من يمشى مشياً ومنهم من يحبو حبواً و منهم من تخطفه كلاليب جهنم فتهوى به في قعرها ،
ويعطى المنافقون نوراً على قدر عملهم الظاهر فإذا توسطوا الجسر أطفي ما بأيديهم من مصابيح ،
فيقولون لركب الإيمان : إنظرونا نقتبس من نوركم , فيقولون لهم ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً ،
فيضرب بينهم وبين المؤمنين بسور له باب , باطنه الذي يلي المؤمنين فيه الرحمة ،
وظاهره الذي يلي المنافقين فيه العذاب ، فتهوى بهم كلاليب جهنم في قعرها ، فتخوف على نفسك النفاق ، واعلم أنك من الورود على يقين ومن النجاة في شك]



كان ابن عمر- رضى الله عنه - يقول :
لو أعلم أن الله تقبل منى سجدة لكان فرحى بالموت أشد من فرح الأهل بقدوم الغائب ,
،فتذكر انه لا ملجأ ولا منجا من الله إلا إليه ، ولا عاصم من أمر الله إلا من رحم ,
وما ربك بظلام للعبيد ، وتذكر أيضاً تطاير الصحف ,
فمن الناس من يأخذ كتابه بيمينه , ومنهم من يتناوله بشماله

الخاتمة مطوية والحال مريب ,
وكان أبو الدرداء – رضى الله عنه – يقول :
ثلاث أضحكتني حتى أبكتني : طالب دنيا والموت يطلبه ، وضاحك ملئ فيه ولا يدرى أأرضى ربه أم أسخطه ، وغافل ليس بمغفول عنه
توهم نفسك{ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ "]
وقد علاك العرق و أطبق عليك الغم وضاقت نفسك في صدرك من شدة الفزع والرعب ،
والناس معك منتظرون لفصل القضاء ]{ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ "]و دعوى الخلائق يومئذ رب سلم سلم ، وينشغل أولوا العزم من الرسل بأنفسهم ،
كلهم يقول نفسي نفسي
ولا يجيبهم يومئذ إلا النبي صلى الله عليه وسلم ، لتعجيل عرضهم والنظر فى أمورهم فبادروا بالأنفاس
فلو حبست انقطعت عنكم أعمالكم وانتم بحاجة لحسنة تثقل الميزان بحاجة لتسبيحه أو تحميده أو استغفاره ، ولعل الكلمة التى تتناول بها كتابك بيمنك غدا لم تقلها بعد ، والروِّية فى كل أمر خير إلا ما كان من أمر الآخره وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

_________________
وعد الله من عصاه سعيرا.....و عذابا يكوي الأضالع كيا
و أعدّ النعيم في جنة الخلد .....لمن خافه و كان تقيا
فاتق الله كي تفوز و تنجو....."إنه كان وعده مأتيا"

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire